نداء من داخل السجن (أرفعوا عني ظلم البشر)

إلى كل من بداخله قلب ينبض بحب الحق وتطبيق شريعة الله وعدله ...
إلى كل من اعتلى أعلى المناصب وأصبح ذا نفوذ....
إلى كل عالم وقاضي ودكتور .... أستاذ وشيخ ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبعث لكم رسالتي هذه من مكان سرق ونهب من عمري أربع سنوات , من داخل السجن الذي زج بي فيه منذ عام1423هـ إلى هذه اللحظة التي كتبت رسالتي لكم في أفضل يوم وأفضل ساعة أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم , قبل مغيب شمس يوم الجمعة الثامن من شهر شعبان لعام 1427هـ .
بسبب جشع وطمع البشر الذين أعمى المال بصيرتهم فباعوا ضمائرهم وصاروا لا يعرفون إلا جمع المال بأي طريقة حتى لو كانت الطريقة لا تخالف الشريعة فحسب بل ما أنزله الله في كتابه وحذر منه ونهاه.
مشكلتي مع إحدى الشركات التي تعد من كبرى الشركات في البلد . لها باع طويل في التحايل ونهب حقوق مساهميها وحق اليتامى والضعفاء وهي من إحدى الشركات التي مضى على خسارتها أكثر من خمسة عشر عاماً لم تقم بتوزيع هلله من الأرباح مدعية بأنها خسرانه . أين الرقابة التي تحاسبهم وتحفظ حق المساهمين , ولا يكتفون بذالك فحسب بل بعد أن ينهب حق الضعيف يدعون عليه ويتقدمون بشكوى ضده حتى لا يكشف أمرهم.
فقد ادعت علي هذه الشركة بأنني قمت بتزوير شهادات أسهمي التي صدرت منها والتي قام والدي يرحمه الله بتسليمها لي قبل وفاته كي نجد بعده ما يغنينا عن سؤال البشر بعد أن قامت الشركة بتجديد الشهادة وإصدارها في خمس شهادات قسمت عليها بعد تجزئتها وتحويلها باسمي بموجب عقد بيع الأسهم الذي أصدره والدي يرحمه الله من الشركة نفسها والتي قامت الشركة باستلامه مع الشهادة التي باسم والدي حيث أنني بعد أن مر على استلامي الشهادات الجديدة عام ونصف قمت ببيعها وبعد البيع مباشرة بقرابة الثلاث أشهر قامت الشركة باتهامي بأني قمت بتزوير هذه الشهادات وأنني غير مساهم أو عضو مسجل لديهم ولم يتعاملون معي وليس لديهم أي ملف لديهم أو إثبات (لعلهم أنني لن استطيع إثبات براءتي ادعت بالتزوير) وتناست بأن لدي دليل يثبت أنني مساهم فقد قامت الشركة ببيع شهادة بعدد خمسة الآف سهم سبق وأن اشتريتها وتسلمت الشركة الشهادة وعقد المبايعة الذي أيضاً صدر منهم وقاموا بإرسال خطاب البيع مرفق مع شيك بقيمة الأسهم المباعة , بموجب اتهام الشركة لي صدر بحقي حكم من ديوان المظالم بسجني سنتين والذي بني على إفادة الشركة دون وجود أي دليل يثبت صحة اتهامها من جهة الاختصاص في مثل هذه الأمور , أكملت الحكم بالكامل وعند خروجي أخبروني بأنني لن أخرج لأن هنالك دعوى من البنك يطلب فيها أن أعيد قيمة الشهادات ويتهمني بأنني قد استوليت على هذا المبلغ ليس هذا فحسب بل وبعد ثلاثون جلسة صعقت بأن المحكمة الموقرة التي تحكم بشرع الله تطلب الشركة خمس مرات لتحضرها شاهده ضدي أهذا يعقل ولدي ما يثبت كلامي ولدي ما يثبت أن شهاداتي تم إدخالها في نظام التداول ولم تظهر رسالة من النظام تفيد بأن شهاداتي غير صحيحة بل أكثر من ذلك تم بعث أصول الشهادات إلى مركز التقاص والتسوية والإيداع بمؤسسة النقد الذي تم اعتمادها آلياً وخطياً وأدخلت في حسابي الاستثماري كل هذا وأنا النصاب وأنا الحرامي وأنا الذي لا يخاف الله , حتى جمعية حقوق الأنسان لم تحرك ساكناً فقد كنت بإتصال مباشر معا رأيسها الدكتور بندر الحجار الذي كان يمطر علي بالوعود فلقد ذكر لي بأنه يقوم بإرسال المدير التنفيذي لجمعية حقوق الأنسان الأستاذ خالد النحاس وفي كل مره أقوم بسؤال د0بندر عن سبب تأخر الأستاذ خالد في زيارتي داخل السجن يفيدني بأنه لابد من أخذ إذن زياره مسبق من وزارة الداخلية وإلى الأن مضى قرابة الشهر وأنا أنتضر هذا الأذن يا إخوان أنا أتحدث عن أسهم عددها ثلاثمائة ألف سهم بقيمة خمسة ملايين ريال . أسألكم بالله هل كمية أسهم بهذا الحجم لا تلفت نظر وشك وريبة موظفي البنك ومؤسسة النقد ومركز التداول وهي تعرض عليهم بالكامل للبيع . ياجماعة الخير بسبب هذه الشركة ضاع عمري ومستقبلي وشبابي وصحتي وسمعتي وعاري . بسببهم شقيقتي الصغيرة وأنا ولي أمرها وبمثابة أباً لها تزوجت وأنا في السجن كي لا يستعير منها أحد ويقول هذا أخوها الذي خرج من السجن . أتعلمون من زوجها شقيقي الذي يصغرها بخمس سنوات الذي بدأ في مشوار سن المراهقة . أين من يستطيع بقوه منصبه ونفوذه أن يوصل شكواي هذه إلى ملك الإنسانية إلى زعيم الأمة الإسلامية وقائدها الذي حبه جميع البشر عربي وغربي وعجمي .إلى الذي يعرف عدل ربه وشرعه لا يهاب أي مخلوق إنما يهاب من خالقه إلى الملك عبد الله .
أين من يستطيع بمركزه المرموق أن يوصل شكواي هذه إلى رئيس هيئة حقوق الإنسان شخصياً تركي بن خالد السديري . أرفعوا عني ظلم البشر وأخرجوني لأم قد شاب رأسها هما وحسرة وحزناً على ابنها ومرضاً لكبر سنها لم تراني إلا مرتين منذ دخولي حتى اليوم أقابلها وكأنني غريب عنها لا استطيع أ، أطفئ نار شوقي لها فكل ما أراه فيها سواد يتوشحها .
إنني أناشدكم بعزه وجلال الله لكل من يستطيع أن يساعدنا شاب أو فتاة صحفي أو كاتب لكل من بداخله مخافة الله .
يقول ابن مسعود رضي الله عنه ( من أعان ظالماً على ظلمه , أو لقنه حجة يدحض بها حق امرئ مسلم , فقد باء بغضب من الله تعالى )
ويقول عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي (إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس , فتذكر قدرة الله عليك )
قال أبو العتاهية أما والله إن الظلم شؤم ومازال المسيء هو المظلوم
ستعلم ياظلوم إذا التقينا غداً عند المليك الملوم
أختم شكواي بقول الله تعالى: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون)
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .....
من داخل السجن العام بجدة
محمد رابح الحربي